mercredi 21 novembre 2012

الحرية ل"زواولة" و لكلّ المبدعين و لجميع المعبّرين !

لتينع ألف زهرة و زهرة. و لتكنّ مختلفات: لونا و رائحة و شكلا... و ليسر الناس ـ الشباب الغاضبون ـ الثائرون ـ المنافحون لقدرهم على دربهم قبل 14 جانفي 2011 بأشهر بل بأعوام, و لينتشروا ألوانا - قصائد ـ شعرا ـ أغاني ـ رسوما ـ هتافات  ـ تناديا ـ مسرحيات  ـ غزلا لا يخشى الهواء  ـ أفلاما تهتك الستر
 ... 
 و ليرسم الرسامون  و غير الرسامين  على المحامل التي ألفناها  و على محامل  يبتدعونها  ـ يفتكّوهنا ـ يحرّرونها ـ و لا يكترثون  و هم يجمّلونها  بغضبهم ـ  آمالهم  ـ تعريتهم ـ حلمهم   بتراتيب بلدية و لا باجراءات  عفى عليها الغضب الهادر و التوق الى القمر الجميل
 ...
 و لتزدن جدراننا ـ حيطاننا ـ أسوارنا ـ و اجهاتنا بالقبل  ـ و الحبّ ـ و الاحتجاج ـ و الرفض + و السراخ  ـ و الضحك  مرّا و عسلا
 ...
 و لتخسأ  أيادي العصف ـ و الرقابة + و المراقبة  ـ و الأبحاث ـ و التفتيش ـ و قوانين العهد البائد ـ العهدين الذين  قيّدا انطلاقة هذا الأبيّ الهادر ... لتخسأ  الأبحاث و التحقيقات ـ و دوائر الاتهام ـ و النيابة التي لم ينوّبها أحد  ممّن أعادوا فتح  أفقنا الذي انسدّ أمامنا  و عليهم ـ  محاكم عليها أن تولي  وجهها شطر فاسدين ـ معطّلين ـ جلاّدين ـ عمت أعينها عنهم  و أضحا ألسنتها و جيوبها تغازلهم و تناديهم الى الاصطفاف ... لتخسأ قوى نست أنّ الشرعية الأصلية و الأولى  و النهائية  للشعب , و تنكّرت لوقتيّتها  و تناست أنّها إنّما انتخبت لتهيّء للانتقال  نحو طريق الشمس و لتضع بالتوافق  أسسا بنيناها معا  و تقنع جميعنا و لا تقمع أحدا ... لتخسأ سلطة لا همّ لها  إلاّ السلطة ـسلطة زنّت نفسها خالدة ـسلطة ستذروها الرياح  كما عصفت بسابقتها  لكن دون طويل انتظار أو مهادنة . سلطة تنكّرت للناس ـ للمرحلة ـ للحلم الرّائع ـ  و تناست أنّ القوانين و الغجرائات  و التراتيب إنّما هي فعل فاعل  فعل به الشباب فعلتهم  و أفلحوا ـ سلطة عادت من قبل  و خلال و من بعد  من مهّدوا لها الطريق بدمهم و بسذاجتهم , و باندفاعهم , و بطيبتهم, و باخلاصهم , و بصفائهم , و بطهارتهم و سماحتهم,وبقلبهم المتّسع لكلّ العالم حتى ذئابه وضباعه ـ سلطة لم تنتظر أن تسمع بل تصغي , و أن تتعلّم بل تدرك , و أن تجرِّب و تجرَب’ لتسرّع و تقنّن  و ترينا أنّ لها باعا و ذراعا في العنف و العقاب و التشفّي و الجشع و سدّ المنافذ و قطع الطرقات على المحتجّين و إطلاق الغربان  و بنات آوى  الموروثين عن سلطة سبقتها و الذين اصطفتهم هي من الفاسدين  و البلطجية و المخالفين من كلّ الأصناف ـسلطة  امتطت ظهر الدين و قبلت  النخاسة و لم يهمّها مصير الولدان , و تكالبت  حتّى لأنّها عضّت ذيلها  و لحست دمها
...
 و لتخسأ معارضات تسكت عن كلّ ما يفتح عينيها على النضالات الحقّ و المعارك الأصليةـ معارك حقوق الانسان  العامّة و الفردية , و لا تصغي الى هموم الناس إلاّ متى لم تبد لها فيها فضح أو إحراج أو زعزعة لصناديق و أصوات
 ...
و ليرفع رجال الفكر و الفنّ أصواتهم عاليا, و ليهتفوا  و يتغنّوا و يصدحوا و يصرخوا كيفما حلا لهم , و ليزلزلوا عروش  من ادّعوا تفرّدا بالدين و الأعراف و نصّبوا ذواتهم  الهوجاء  واسطة لا أخ لها  بين الله و الناس , و عروش من انقادت اليهم السلطة  عن مكر من التاريخ  و تردّد من القدر  و شذاجة أو انخداع من المواطنين, فانصبّ همّهم على أن  ينشدّوا الى الكراسي فلا يعودون  ينزاحون عنها  و ان كان ذلك لدى الغالبية الهدف

 ...
و ليعزف العازفون و لو نشازا ... و ليتحرّر البدن ـ الجسد ـ الرقص ـ التمثيل ـ الجمال  الفتان ـ و لتنطلق الألسن , كلّ الألسن ـ من عقالتها , و ليصوّر كلّ من رغب في التصوير , و ليرسم الرسامون و المحتجّون ـ و المحتاجون الى التعبير ...

و بدل أن تدفعوا بهراواتكم  وكلابكم و عسسكم  و قضاتكم المتمثّلين  و سجّانيكم  المرضى ليدقّوا عظام  مسرحيّ, أو يقصفوا شباب  قصّاثين ـ رسّامين , أو يقضّوا مضاجع أمّهات  رسّمين على الجدار  أعلنوا ولاءهم  للمحتاج و المتطلّع المتشوّق الى الأبهى , انتبهوا الى الأسوار  التي ما انفكّت  ترتفع بين هاته الجهة و  تلك , و بين هذه القرية  و أختها , و بين هذا الحيّ و ربيبه , و بين الاخت و اختها و الاخ و أخيه...و تصدّوا ـ إن كان فيكم شيئ  من إدراك و مسؤولية و اخلاص ـ لهذه الحيوط تقام هنا و هنالك تهتك المشهد و الحقّ عامّه و خاصّه , و تصنع لنا بلدا  لا يمكن أن يطيب العيش فيه !
اطلقوا سراح "الزواولة"و تخلّوا عن السعي الى محاكتهم "
اطلقوا العنان  للمبدعين جميعا و كفّوا هراوات حرسكم , و كطارق المنصاعين من القضاة  و لا تتدخّلوا لطالما لم يحدث عنف و طالما لم يهتك  أحد حميميات و خصوصيات أحد !
  و لا تنسوا أنّكم مؤقّتون و عابرون  و أنّ الثورة لم تفعل إلاّ أن انطلقت !

الصادق بن مهنّي  
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...